كلمة محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني أثناء زيارته للمؤسسة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنا سعيد جداً بتواجدي بينكم اليوم في هذه المؤسسة الهامة جداً التي تهتم ببناء الإنسان، بناء الإنسان عندنا له أولوية قصوى ولمن قام على هذا العمل فقد أدرك هذه الأهمية القصوى ، والحمدلله أنا كنت في حديثي مع إدارة المؤسسة .. وسألتهم كم المدة التي اشتغلتم في هذه المؤسسة ، فكانت الإجابة عشر سنوات ، عشر سنوات تعد فترة زمنية قصيرة فمن خلال ما تم تحقيقه يعد عملاً كبيراً وعمل عظيم جداً ويقف خلف هذا العمل أناس يحبوا أهلهم يحبوا أبناءهم يحبوا حضرموت ، يريدوا حضرموت أن تكون مفخرة ، يتفاخروا بها أمام الشعوب الأخرى فأعتقد كل القائمين وكل الداعمين لهذه المؤسسة شقوا طريق الصواب واتجهوا نحو الهدف الصحيح وهو تنمية القوى البشرية ، تنمية الإنسان إعداد الإنسان، وعندما يتم إعداد الإنسان ووضعه على قدر عال من التعليم على قدر عال من الكفاءة ستبنى الأوطان ، ستبنى الأوطان بكم وبزملائكم الذين مازالوا يدرسون وزملائكم الذين يعملون في مرافق أخرى ، فأنتم أمل حضرموت للنهوض بها ، فتنمية القوى البشرية بالنسبة لنا لها أولوية قصوى ، وأعتقد أن الأرقام تتحدث عن النجاحات .
وعند سؤالي للدكتور صالح عرم ذكرلي رقماً كبيراً جداً بالألاف من المبتعثين وسعدت جداً وأنا أسمع أن بينكم أساتذة ودكاترة كانوا في يوم من الأيام ترعاهم المؤسسة وتقدموا للأمام حضروا الماجستير والدكتوراه واليوم هم يعملون في الميدان .
النوعية هي ما تثلج صدري .. أعتقد أن هذه المؤسسة تتميز بالنوعية، الانتقاء الصحيح والمسؤول للمبتعثين في الداخل والخارج والعاملين في هذه المؤسسة انتقاء موفقاً جداً لأن الانتقاء العشوائي والانتقاء الضعيف لن يعطي نتيجة قوية.
الآن كل واحد يتطلع ويتمنى أن يكون أحد الدارسين في هذه المؤسسة فأعتقد أن هذ العمل العظيم نحن نباركه والسلطة المحلية ستكون شريكة وستحرص على الدوام أن تكون شريكة على الدوام والتعاون مع هذه المؤسسة .
المؤسسة عليها مسؤولية، والسلطة المحلية عليها مسؤولية أيضاً لابد أن تدعمكم حسب الإمكانيات حسب القدرات ولن نبخل أبداً أن ندعم مثل هذا العمل وأدعوا الآخرين الدعم في مجالات سواء في مجالات التنمية البشرية أ وفي مجالات مختلفة أ ن يحذوا هذا الحذو وهذا المثل الرائع جداً للنهوض بحضرموت التي تعد مسؤولية الجميع ، مسؤولية المقتدرين من أبنائها مسؤولية العلماء مسؤولية الشباب كل يجب أن يدفع بنفسه نحو هذا الهدف .
أعتقد حضرموت الان أمام تحول وهذا التحول إذا أردنا له النجاح نركز على التعليم نركز على الإنسان أن نبني إنسان ، أخلاقيات الإنسان بالنسبة لنا مهمة جداً ، ترييه الإنسان مهمة وتعليم الانسان مهم أيضاً واستثمار الانسان في الموقع الصحيح والموقع المناسب مهم أيضاً .
يمكن أن يكون عندك كادر ولكن سوء توزيع وسوء إستثمار قد لا يثمر وقد لا يؤدي الى النتيجة المطلوبة ويمكن أن يكون عندك كادر مختصر ولكن فعال وعامل وموجود يستفاد منه بشكل جيد يمكن أن يحدث تغيير .
نحن تعرفون، خلفيتنا خلفية عسكرية، ولكن نحن قريبين من المجتمع قريبين من أبنائنا ونعرف ماذا يريدون وما هي تطلعاتهم وخضنا تجربة عسكرية طويلة جداً. الحمدلله ربما شاءت الظروف أن نكون في عمل إداري الآن ولكن فهمنا للأمور هو قريب من فهم مجتمعنا قريب من تطلعات شبابنا قريب من تطلعات علمائنا فنريد ان نتعاون ونريد أن نستثمر هذا الانتصار العسكري الذي تم تحقيقه على القوى الإرهابية والعناصر الإرهابية باجتثاثهم وإبعادهم عن البلد ، انتم عانيتم وجميع من في هذا البلد وكل الحياة عانت من هذا التواجد الإرهابي المشبوه .
فنريد أن نستثمر هذا النجاح والانتصار العسكري بأن تنهض حضرموت ، تنهض في كافة المستويات أو النهوض يكون بتنمية البشر تنمية الموارد البشرية فهذا العمل مبارك جداً وما زيارتي هذه إلا تأكيد على حرصنا وتقديرنا وامتناننا بالقائمين على هذا العمل والداعمين لهذا العمل ، وأعتقد إننا إن شاء الله في الفترات القادمة سوف نشهد تعاون وسوف نذلل بعض الصعوبات وسوف نقدم المساعدة وسوف نرعى كثيراً من الشباب .
المسؤولية لا تقع على المؤسسات فقط، المسؤولية أيضاً تقع على السلطة وهذه السلطة مثلما تحملت مسؤوليتها وتساعدت مع المؤسسات يمكن أن تتقدم إلى الأمام، لا نريد كل واحد يشتغل بمفرده وبمفهومه أو بتقديره ويحس أن الناس بعيدين عنه.
نريد أن الناس كلها تتضامن وتتعاضد وتتعاون وتعرف أن مسؤولية بناء حضرموت مسؤولية جماعية، وليست مسؤولية شخص ولا محافظ ولا مؤسسة ولا معهد ولا أي شخصية اعتبارية أخرى انها مسؤولية الجميع لننهض ببلادنا إلى ما نريده. حضرموت تستحق منا أن نجتهد وأن نعمل وأن نضحي، هؤلاء الدكاترة ضحوا بصحتهم ضحوا بوقتهم ساهرين الليالي .
وانتم أيضاً الشباب ، النتيجة تريد عمل والعمل يريد إنضباط ، ما بنيت الشعوب إلا بالانضباط أين ما وجد الانضباط الإداري أين ما وجد الانضباط الأخلاقي أين ما وجد الانضباط في المجتمع بشتى نواحيه هناك تقدم وهناك ازدهار .
أنتم شباب وذهبتم للدراسة خارج الوطن ورأيتم دول ، ورأيتم أن ليس كل شيء يصنع بالمال ، نعم الإمكانيات مهمة جداً القدرات الاقتصادية مهمة جداً في التسريع بالتنمية ولكن في أمور ممكن أن يصنعها الإنسان بتواضعه بتعليمه بأخلاقياته بتعاونه في حيه في مجتمعه في مكانه في كليته ، هذه الأمور نحن في متناول أيدينا ولابد أن نعمل عليها لا نترك الأمور ان تكون مرهونة للأحلام والتمنيات ، عندما نلتقي بمجموعة من الحضارم يقولوا والله نريد حضرموت أن تكون جميلة هذا صحيح هذا موجود ولكن هذا يريد عمل إن أردنا الوصول إلى الهدف الذي في رؤوسنا ونتخيله أن تكون عليه حضرموت ، وذلك يجب علينا ان نشتغل ، بالشغل والعمل والاجتهاد هو أساس التقدم إلى الأمام .