ماذا لو تخرجت من الجامعة ولم تجد عملاً ؟ ماالذي ستفعله في حياتك العملية ؟!!
ينصدم الكثير من خريجي الجامعات بسوق العمل الذي يفرض عليهم مهارات وخبرات لم يستطيعوا أن يكتسبوها خلال مدة دراستهم ، في هذا المقال سنساعدك في كيفية قياس مهاراتك ونقاط القوة لديك حتى تستطيع أن تبدأ مشروعك الخاص دون الخضوع للشركات والمؤسسات التي تضع شرط الخبرة في أولى متطلبات الحصول على الوظيفة.
هل تريد معرفة الإجابة على سؤالك ... ما الذي سأفعله في حياتي العملية؟ ببساطة هي:
لا تسأل ما التجارة التي يجب أن أبدأها…
بل اجعل سؤالك: ما هي المهارات ونقاط القوة التي أريد أن أنميها وأقويها وأبني عليها لبقية حياتي…
بدون شك، رغبتك في بدء نشاطك التجاري الخاص هي شيء إيجابي ونبيل وله منا كل التقدير والتشجيع، لكن قبلها…
البداية بتحديد المهارات
الأفضل لك هو أن تبدأ بمحاولة معرفة وتحديد المهارات التي تمتلكها وترغب في تطويرها، ثم تبدأ نشاطا تجاريا معتمدا على هذه المهارات.
لا يوجد نشاط تجاري وحيد هو الأفضل لك…
كثير من الناجحين في دائرة معارف الكاتب هم من العاملين في مجالات تجارية وصناعية متعددة مختلفة، والكثير منهم انتقل من مجال لآخر ومن صناعة لأخرى…
إلا أن الصفة المشتركة في هذا التنقل كانت في عدم دخول أي مجال تجاري في آخر أيامه، إذ أن لكل صناعة و تجارة مرحلة نمو، ثم تباطؤ ثم أفول.
(لأشرح لك الفكرة، خذ مثالا صناعة محركات الأقراص المدمجة سي دي CD. كانت في بدايتها حديث الساعة وعليها طلب كبير، ثم دخلت شركات تصنيع كثيرة هذا المعترك وزاد العرض، ثم تطورت التقنية ولم يعد هناك حاجة لمثل هذه الأقراص ومحركاتها واختفى منحنى الطلب. في المرحلة الأولى تدخل، في الثانية تقلل تكلفتك وتستعد للخروج، وفي الثالثة تخرج بسرعة)
لا تظن أن هذا الناجح وهذا المليونير والملياردير نجح من أول مرة أو من تجارة / صناعة وحيدة…
ستجده جرب أنشطة عديدة حتى استقر على واحدة صنعت له نجاحه ثم انتقل منها لمجالات أخرى، والتي ستجده ينجح في بعضها ويفشل في الكثير منها…
إياك أن تدفعك قصص النجاح للظن بأنه يأتي دون فشل، بل إنه لا يأتي إلا بعد الفشل، ما عدا عدد قليل جدا من الأشخاص الذين نجحوا من أول مرة (وهؤلاء سنقتلهم حتى تكون القاعدة مطلقة بدون أي استثناء – أمزح معك)
هؤلاء الناجحون طوروا مهارة / مهارات محددة لديهم، وعرفوا كيف يربحون المال باستخدام هذه المهارات، ليس شرطا بأن يكونوا قد عرفوا في بداية حياتهم العملية أي مهارة لديهم وأي مهارة سيطورون…
لم يكن استغلال هذه المهارات بالأمر الممتع لهم، كما لم يكونوا ماهرين بدرجة كبيرة في بدايتهم…
ومنهم كذلك من بقيت مهاراته عند المستوى العادي (ليس بالمتدني وليس بالمتقدم للغاية) لكنه تعلم كيف يطلب مقابل مالي أكبر لهذه المهارات، دون نصب أو احتيال أو كذب.
الربح من النفايات
أحد هؤلاء الناجحين الذين يحكي عنهم يعمل في مجال التسويق وربح الملايين من تقديم خدمات التخلص من النفايات، رغم أنه لم يجلس خلف مقعد قيادة شاحنة نفايات من قبل في حياته كلها، ولم يجمع نفايات ويتخلص منها بيده قط، لكنه يتقن مهارة العثور على أناس وعمال وأجراء مستعدين للقيام بهذه المهام.
كيف تعلم التسويق وكل هذه الجوانب الإدارية في نشاط التخلص من النفايات؟
قبلها كان يعمل في بنك حيث راقب العملاء وأنشطتهم التجارية، ومن هذه المراقبة تعلم التسويق وتفاصيل إدارة الأعمال حتى جاء الوقت الذي قرر فيه أن يجرب بنفسه تطبيق كل ما تعلمه.
الربح من شاحنات الآيس كريم
مثال آخر رجل مبيعات لا يستطيع أن يبيع قطعة حلوى، لكنه يعرف كيف يدخل إلى المحلات والمطاعم ويعرض على القائمين عليها شراء مثلجات آيس كريم التي يبيعها بنفسه، ثم يكرر الأمر بعدها بشهر حين ينفد المخزون الذي باعه لهم من قبل، حيث أنه يقود عربة بيع المثلجات بنفسه ويحمل بيده الصناديق التي يشتريها منه العملاء.
هل وقف عند هذا الحد؟
لا… (طبعا، وإلا لم نكن لنحكي قصته)
لقد استغل هذا الرجل فترة السماح المالي التي تعطيها له مصانع المثلجات لسداد أثمان مشترياته، بينما يُحصّل هو ثمن مبيعاته في فترة أقصر، وبالمال المتوفر بين هذه الدورة وتلك اشترى سيارات ثلاجات أخرى واستمر على هذا الحال حتى أصبح لديه جيش صغير من شاحنات الثلاجات والتي أخذ يؤجرها هي الأخرى. في نقطة زمنية ارتفع فيها سعر بيع هذه الثلاجات باعها بربح استغله في سداد أثمان بقية الشاحنات لديه.
كيف تعلم كل هذا؟
أثناء عمله في مطلع حياته في شركة بيع بالتجزئة، وبعدما اكتشف مهاراته وطورها، استقال واشترى أول شاحنة مثلجات.
الربح من البيع والاستئجار وانتقاء العملاء
مثال آخر محاسب اشترى وباع العديد من الشركات حتى دخل حقبة السبعينات من عمره، وآخر شركة اشتراها كانت شركة شحن بري، حيث قام ببيع كل سيارات الشركة، ثم استأجرها مرة أخرى، وبالمال الذي توفر له من هذا البيع قام بشراء الشركة المنافسة له في المدينة، وكرر الشي ذاته حيث باع الشاحنات ثم استأجرها، وبعدما دمج الشركتين، قرر عدم بيع خدماته للعملاء المتأخرين في سداد المستحق عليهم، واستغل الشاحنات التي توفرت له نتيجة ذلك القرار في تقديم خدمات أفضل للعملاء القادرين على سداد سعر الشحن الذي يحدده.
بعد مرور 3 أعوام على تنفيذ فكرته هذه، باع شركته لمنافس ثالث بربح صافي قدره 2 مليون دولار…
أول 20 سنة من عُمر هذا المحاسب ذهبت في الترقي البطيء في شركة محاسبة تقليدية.
الربح من البرمجيات
مثال آخر مبرمج امتهن برمجة تطبيقات أتمتة خاصة بشركات البترول والغاز باعها بأفضل سعر بيع استطاع الوصول إليه. بما ربحه من مال استثمر في العقارات والأسهم، وفي حقبة الأربعينات من عمره باع شركة البرمجة التي أسسها وربح ملايين عدة.
قبلها، عمل لسنوات طوال في شركة برمجة حيث صقل خلالها مهاراته في البرمجة ثم خرج / استقال ليؤسس شركة تعتمد على المهارات التي طورها في مطلع حياته المهنية.
حاليا يعمل صاحبنا بشكل متقطع في تقديم خدمات استشارية مقابل ألف دولار في اليوم الواحد.
الربح من الكيماويات
مثال آخر شخص متخصص في تخزين ونقل الكيماويات ، حيث بدأ من القاع في شركة تصنيع كيماويات وبعد 5 سنوات في هذه الوظيفة، استقال لكي يعمل لدى عميل لهذه الشركة.
قبل آخر يوم عمل، واتته الفكرة بأن يعرض على صاحب تلك الشركة أن يشاركه بالنصف (بعدما رهن بيته وشارك بمدخراته كلها) لتأسيس شركة جديدة تقدم خدمات تطلبها الشركة الأخرى التي كان سيعمل لديها.
وافق صاحب الشركة على الفكرة، وبعدها قدمت الشركة الجديدة خدمات النقل والشحن للشركة الأولى وللعميل الثاني، ومنها لعملاء آخرين بحاجة لمثل هذه الخدمات.
بعدما بلغ الأربعين من عمره، كان قد دخل نادي المليونيرات، خاصة بعدما أسس مع شريكه (رب عمله السابق) عدة شركات أخرى قدمت خدمات مماثلة.
هذا الرجل تلقى من التعليم القليل، لكنه اعتمد على محاسبين أكفاء ضبطوا له الأمور المالية لشركاته.
الفرق بينك وبين الناجح صاحب المهارات
يؤكد الكاتب على أن لديه أمثلة كثيرة مماثلة، تؤكد على أن الفروق بين هؤلاء الناجحين وغيرهم هو كالآتي:
1 – أنهم يعرفون نقاط قوتهم ويعرفون كيف يستغلونها بشكل مربح.
2 – أنهم يملكون الشركة التي يعملون لها، وبذلك يبقون على حصة كبيرة من ربح الشركة.
3 – أنهم أكفاء في عملهم، يعملون حتى ينتهون من أداء المطلوب منهم، يأخذون العمل بشكل جدي صارم، لا يتعالون على عمل أي شيء أدنى منهم، يحرصون على إنهاء العمل والمهمة وإكمال البيع.
الآن لا تسألنا هل أطلق متجر إلكتروني مثل أمازون أو شبكة اجتماعية مثل فيسبوك أو محل تنظيف وكي ملابس أو مطعم تركي…
اجعل سؤالك هو: ما المهارات التي لدي والتي سأستغلها بشكل تجاري مربح في نشاطي التجاري الخاص.
كيف ستحل مشكلة العميل مستغلا مهاراتك بشكل يعطيك الأفضلية عن غيرك؟
اختر المهارات التي ستعتمد عليها، أو اجعل هذه المهارات هي التي تختارك، من خلال العمل لدى الآخرين لعدة سنوات…
وهنا حيث ينتهي الكلام، فما رأيك؟
#مدونة شبابيك