"التميمي" عقله الإنجليزي ساعده على إحراز درجة عالية في امتحان التوفل
على ضفاف ساحلها الذهبي وعيون ينابيعها العلاجية الحارة، انبثق ولمع من بين جنباتها
ربيع مثمر بالعلم ومرصّع بالطموح المعانق للسماء.
في تلك الليلة البدرية استبشر التميميون بارتزاق مولودهم أحمد خالد التميمي في مدينة الحامي شقيقة البحر التي أخذ منها أبناؤها عنفوانها في تلاطم امواجها حتى تداعت طموحاتهم لتتلاطم مع صعوبات الحياة حتى تتحقق.
على هذا الديدن مضى الطالب أحمد التميمي الذي لمح فيه أهله نباهته ورجاحة عقله منذ نعومة أظافره وحتى التحق بثانوية المكلا النموذجية لتبدأ منها قصة نجاحه.
كان أحمد من الطلبة الواعدين بمستقبل زاهر، فلم يذكر أحمد إلا ويذكر اجتهاده وعلو أخلاقه مع معلميه وزملائه.
نال درجة ممتازة في شهادة الثانوية العامة فحظي بفرصة الترشح لمنح الجامعات الماليزية الممنوحة من قبل مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية.
التحق بمعهد امديست في عدن لتحضير الرخصة الدولية في اللغة الإنجليزية " توفل " ، فثابر وانغمس في الثقافة الإنجليزية حتى اكتسب عقلاً انجليزياً ساعده على احراز درجة التسعين في الامتحان.
لا يمضي يوم وإلا وتجده ممارساً للغة الإنجليزية من خلال الاستماع الى الأدبيات ذات العلاقة باللغة الإنجليزية ومنها مشاهدة الأفلام بذات اللغة حتى استطاع ان يمتلك مخزوناً جيداً من المفردات الإنجليزية العصرية مكنته من اجتياز امتحان التوفل بسهولة وبدرجة ممتازة.
راهن نفسه على تحقيق هذه الدرجة المتميزة فتفوق على نفسه ولم يمكّن الإحباط والخوف من السيطرة عليه وأعدّ امتحان التوفل مجرد جسر مرور لمرحلة تحوّل في حياته تدشّن خطواتها من الدخول للحياة الأكاديمية في تخصص الكيمياء الذي يرغب أن يكون هويته الشخصية في المستقبل ليكون متخصصا فيه من أحد الجامعات الماليزية التي سيلتحق بها قريباً ،بدعم وتمويل من مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية التي تعد أحد الدوافع لوصول أحمد إلى هذه المرتبة من الاتقان ، وبلسماً للطلبة المتفوقين الذين توصدت أمامهم الأبواب فاحتضنتهم تحت مظلتها التعليمية لتأسيس نشء متيناً ومنتجاً للتنمية .
يوصي أحمد زملائه الطامحين لتحقيق درجات مماثلة أن يهيئوا لأنفسهم بيئة إنجليزية يستطيعوا من خلالها ممارسة اللغة وأن يحاولوا عدم ترجمة المفردات العربية إلى الإنجليزية حتى تترسخ لديهم المفردة الإنجليزية في أذهانهم.
وحرص التميمي على تأكيد أن اللغة الإنجليزية ليست منهجاً يُدرس لتجتاز امتحانه فحسب، وانما هي لغة، واللغة يجب ان يتعامل معها كلغة.
وحتى تكمل مسيرة نجاح الطالب يجب عليه أن يجتهد للاستماع إلى محاضرات باللغة الإنجليزية عن تخصصه الجامعي حتى يأخذ صورة أولية لطبيعة التخصص في بيئة مغايرة لبيئته.
وما حققه أحمد دليلاً قاطعاً إلى أن البحث عن النجاح والتميز سهل لمن اجتهد لأجله وصعب على من استسلم لشبح الخوف والاستحالة قبل الخوض في التجربة.
لذلك نجح إصرار محمد وثقته بقدراته لتحصيل درجة عالية في امتحان التوفل وهو متواجد في بيئة محلية مالم يحققه أقرانه وهم يدرسون الإنجليزية في بيئتها الأصلية.