المهندس شاكر" حكاية باحث فضّل العودة إلى الوطن على العمل في المهجر"
بدأ الغروب يسدل نهار الدمام معلناً نهاية رحلة الماجستير للباحث المهندس شاكر محيمود في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لينطلق متشوقاً نحو المدينة الأم التي تربطها علاقة جذرية مع شاكر إذ تعد مدينة مسقط رأسه " زغفة ".
بدأت الأضواء تتلألأ في عين شاكر عند نزوله من الطائرة التي تقلّه إلى حضرموت، ازداد فضوله لمشاهدة ما تركه الزمن في ذهنه من ذكريات عاشها في الشحر بين أحضان ثانوية بامطرف للبنين ليتخرج منها متفوقاً طامحاً لبناء مستقبل يشار له بالبنان بين أبناء جيله.
يستمر شاكر في الحديث مستعرضاً مسوغات انتمائه للشحر، فمنها حنان " أم اليتامى " في احتضان كل تائه وحيد وغريب.
شاكر الذي درس البكالوريوس في جامعة حضرموت تخصص الهندسة الالكترونية والاتصالات يستنكر معاتبة محبيه، كما ينعتهم، بعودته إلى الوطن تاركاً فرص العمل في المملكة العربية السعودية، يرد قائلاً " أين أذهب من قول أحدهم قديماً، اذهب إلى الشحر ودع عُماناً إن لم تجد تمراً تجد لباناً ".
فالإنسان المثابر والمجتهد لا يتعرقل في الحصول على عمل يقدّر علمه وجهده الذي بذله.
يواصل شاكر حديثه عن فرص العمل التي تلقاها بعد الماجستير خارج وطنه ولكنه آثر العمل جندياً في ميدان وطنه على البقاء في المهجر كالحمامة الفاقدة لعش طفولتها.
شاكر محيمود يعد من طلبة مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية المبتعثين إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لإكمال الدراسات العليا في علوم الهندسة الكهربائية.
حصل شاكر خلال دراسته للماجستير على براءة اختراع، ونشر ورقة بحثية في مجلة عالمية.
لم يتردد المهندس شاكر من قبول عرض كلية المجتمع بالشحر لاستقدامه كأستاذ في الكلية عام 2013 ليعمل مع فريق الكلية لتطوير جودة التعليم واستقطاب كوادر ذات خبرة في المجالات الأكاديمية.
عًيّن بعدها نائب لعميد الكلية في الشؤون الأكاديمية ليزيد من مجهوده للرقي بالعملية التعليمية ورفد سوق العمل بكوادر أكاديمية وتقنية ذات مهارة عالية.
يتطلع شاكر من خلال موقعه كنائب للعميد لفتح تخصصات تلبي حاجة المجتمع ودعمها بالدورات التنموية والمهنية التي تعود بالنفع على الوطن وأبنائه.
يختتم شاكر حديثه بقوله " أغلى ثرواتنا التعليم والتنمية، فمن خلالها نستطيع أن نرفع من شان وطننا ونعيد إليه مجده وثقله، فالعودة إلى الوطن لها أهمية اقتصادية بالمقام الأول فضلاً عن كونها نوعاً من أنواع البر الوطني " .